مقالات

قبول النصيحة من صفات المصلحين، والتكبر صفة للمفسدين

من أسباب التوفيق والنجاح قبول نصيحة الناصحين المخلصين، ومن أسباب الفشل والخسران الإعراض عن النصيحة والتكبر عن قبولها، فهذا موسى -عليه الصلاةوالسلام – وهو من أولى العزم من الرسل عندما جاءه رجل من أقصى المدينة ناصحا له { يَامُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ}[القصص- 20]  قبل موسى نصيحته واستجاب لها{فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ..} [ القصص- 21]، فكان فى خروجه نجاته من فرعون ونجاة بنى اسرائيل بعد ذلك وماترتب على هذا الخروج من مصالح عظيمة له ولأتباعه ولدعوته.

وفى المقابل ، نجد قوم صالح عليه الصلاة والسلام- عندما نصحهم صالح ودعاهم إلى الله استكبروا وعقروا الناقة فأهلكهم الله بالرجفة { فَتَوَلَّى عَنْهُم وقَالَ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ } [ الأعراف- 79]

بل المصيبة أن لا يتوقف الأمر عند الإعراض عن النصيحة بل يتعدى إلى بغض الناصح واتخاذه عدوا.


المصيبة أن لا يتوقف الأمر عند الإعراض عن النصيحة بل يتعدى إلى بغض الناصح واتخاذه عدوا

وكذلك قارون عندما نصحه الصالحون من قومه { إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } [القصص- 76- 77] فأعرض عن النصيحة واستكبر { قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [القصص- 78] فكانت النتيجة { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ..} [القصص- 81]

إن قبول النصيحة سمة المصلحين أهل التواضع والإيمان

والتكبر عن قبول النصيحة سمة المفسدين الجاهلين أهل الخسران.

أقرأ أيضاً

https://antitatarof.com/archives/4663

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى