تقارير

التقرير الشهري حول انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في محافظة القدس

أصدرت وحدة العلاقات العامة في محافظة القدس تقريرها الشهري حول انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في محافظة القدس لشهر مايو 2022، لخصت فيه مجمل الانتهاكات التي رصدت خلاله من أهمها:

أولا: الضحايا

إسكاتًا لصوت الحَقّ، وتغييب حقيقة الصورة البشعة للاحتلال وجنوده. اغتالت قوات الاحتلال صباح يوم 11 مايو، الصحفية المقدسية “شيرين أبو عاقلة”، البالغة من العمر (51 عامًا)، برصاصة متفجرة أطلقها أحد جنود الاحتلال أسفل أذنها، ما تسبب بتهتك جزء من دماغها ووفاتها على الفور، بالتزامن مع إصابة زميلها علي سمودي بجروح متوسطة، حيث أطلق قناصون إسرائيليون النار صوب الصحفيين الذين كانوا يتابعون اقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين.

وتمّ تشييع جثمان الصحفية “شيرين أبو عاقلة” بتاريخ 12 مايو في مقر الرئاسة بمدينة رام الله بحضور السيد الرئيس محمود عباس، وتوجه المشيعون بجثمانها الطاهر إلى مسقط رأسها في مدينة القدس المحتلة، مرورًا بحاحز قلنديا الاحتلالي، حيثُ اعترضت قوات الاحتلال الموكب ومنعت المواطنين من التجمهر. وتلاه اعتراض الاحتلال للموكب في بلدة بيت حنينا شمال القدس المحتلة.

وفي اليوم التالي 13 مايو قرعت أجراس كنائس القدس التابعة لكافة الطوائف المسيحية في آن واحد في حادثة استثنائية، خلال تشييع جثمان الشهيدة الصحفية  “شيرين أبو عاقلة” في مدينة القدس التي شيعها الآلاف من أبناء شعبنا إلى مثواها الأخير في مقبرة جبل صهيون جنوب القدس المحتلة.

وكان عشرات المشاركين قد أُصيبوا بالاختناق ورضوض وكسور، إثر اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي، على موكب تشييع أبو عاقلة، ومنعت إخراج الجثمان من المستشفى الفرنساوي بالقدس المحتلة سيرًا على الأقدام، وهدّدت باختطافه، عقب انطلاق مسيرة حاشدة رُفع فيها العلم الفلسطيني، في باحات المستشفى. ما اضطر مشيعين جثمان “أبو عاقلة” لإعادة إدخاله  إلى المستشفى الفرنساوي. لكن أصر المشيعون على إخراج الجثمان من المستشفى محمولًا على الأكتاف، حيثُ جابوا أزقة البلدة القديمة وصولًا إلى كنيسة الروم الكاثوليك،  وأقيمت الصلاة على روحها. ومنعت شرطة الاحتلال الشُبان من تعليق يافطات وصور “شيرين أبو عاقلة”، أمام كنيسة الروم الكاثوليك، والتي تندد بجريمة اغتيالها، واحتجزت بعضهم.

أثار اغتيال أبو عاقلة ضجة عالمية، مستنكرين هذه العملية ومطالبين بفتح تحقيق دولي لكشف ملابسات هذه الجريمة. إلا أن جيش الاحتلال قرر في 19 أيار عدم فتح تحقيق في جريمة اغتيال الصحفية “شيرين أبو عاقلة”، ليندرج ذلك في إطار ما اعتادت عليه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في دفن جرائم إعداماتها الميدانية، دون أية تحقيقات أو تسجيلها ضِدّ مجهول حماية للمجرمين والقتلة وتوفير الغطاء لهم لارتكاب المزيد من الجرائم.

أما في تاريخ 14 أيّار، أُعلن عن استشهاد الشاب “وليد الشريف، والبالغ من العمر (23 عاماً)، من سكان بلدة بيت حنينا شمال القدس المحتلة، متأثراً بجروح أُصيب بها في (الثاني والعشرين من شهر نيسان الماضي)، والذي صادف الجمعة الثالثة من شهر رمضان الفضيل خلال تواجده في المسجد الأقصى المُبارك.

وكان الشريف قد تعرض للاعتداء لحظة اعتقاله من قِبل قوات الاحتلال، ولم يقدم له العلاج الأولي.   وصفت حالته بالحرجة والصعبة، إذ عانى من نزيف حاد بالدماغ، وكسور بالجمجمة، وفي بداية اعتقاله لم يصل الأكسجين للدماغ لمدة (20 دقيقة)، ما أثر على خلاياه.

  واحتجز الاحتلال جثمان الشريف لمدة يومين ليسلمه مساء يوم 16 مايو دون شروط، وتزامن مع تشييع جثمان شهيد الأقصى وليد الشريف اعتداء لقوات الاحتلال على جنازته وأعلنت جمعية الهلال الأحمر في القدس أن طواقمها تعاملت مع (71 إصابة)، خلال المواجهات التي اندلعت خلال تشييع جثمانه إلى مقبرة المجاهدين بالقدس المحتلة. كما وهاجمت قوات الاحتلال مركبة الإسعاف التي نقلت الشهيد من مستشفى المقاصد، بالرصاص، واعتدت على المشيّعين.

ووسط الهتافات والتكبيرات، ورفع الأعلام الفلسطينية، شيّع الفلسيطنيون جثمان الشريف في المسجد الأقصى المُبارك، وجابوا الباحات، مرورًا في المكان الذي ارتقى فيه، مقابل “باب المغاربة”. ومن ثمّ انطلق موكب التشييع من المسجد الأقصى باتجاه البلدة القديمة، ثم إلى باب السّاهرة حيثُ مقبرة المجاهدين في شارع صلاح الدين.

ثانيًا: مسيرة الأعلام الاستيطانية الاستفزازية

ترتبط “مسيرة الأعلام”، أو “رقصة الأعلام”، بذكرى احتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس في السابع من يونيو 1967، ومنذ ذلك الحين أطلقت إسرائيل على ذلك اليوم اسم “يوم القدس”. لكن، ووفق التقويم العبري، صادفت هذه الذكرى، لهذا العام، يوم الأحد، 29 مايو. وكانت قد بدأت مسيرة الأعلام في مطلع سنوات السبعينيات من القرن الماضي، ولكنها لم تكن تمر من باب العامود، إذ كانت تمر من خلال باب الخليل، الأقرب من أبواب القدس القديمة، إلى القدس الغربية. ولاحقا، تمت إطالة مسار المسيرة لتمر من باب الأسباط، أحد أبواب البلدة القديمة، ولكن منعت الشرطة الإسرائيلية في السنوات 2010-2016 هذا المسار، بسبب تكرر المواجهات مع الفلسطينيين، فتم إلغاء هذا المسار نهائيا. ومنذ سنوات، بدأت أعداد المشاركين بالمسيرة، المارين من خلال باب العامود، تزداد.

اُختتمت “مسيرة الأعلام” الاستيطانية التي نظمها عنصريون يهود في مدينة القدس في الـ29 من أيار، بمشاركة عشرات آلاف الإسرائيليين، حيث وصلت إلى باحات حائط البراق بعد مرورها من بابي العامود والخليل مرورًا بالحيّ الإسلامي داخل أسوار البلدة القديمة في المدينة المحتلة، فيما اعتدت قوات الاحتلال على المقدسيين ونفذّت حملة اعتقالات واسعة وفرقت بالقوة مسيرة ترفع الأعلام الفلسطينية في محيط البلدة القديمة.

وخلال “مسيرة الأعلام”، اعتدى المستوطنون على محال المقدسيين وعلى الفلسطينيين وسط استفزازات استمرت على طول المسيرة التي انطلقت بعد ظهر اليوم من الشق الغربي للمدينة وشهدت مشاركة أعضاء في الكنيست ومسؤولون في بلدية الاحتلال في القدس ورموز اليمين الاستيطاني العنصري المتطرف.

وأعلنت جمعية “الهلال الأحمر” الفلسطيني أن طواقمها تعاملت مع 79 إصابة في محيط وداخل البلدة القديمة في القدس، وتم نقل 28 إصابة للمستشفى لتلقي العلاج فيما تم علاج سائر الإصابات ميدانيًا. وأوضحت الجمعية أن إحدى الإصابات المسجلة هي بالرصاص الحيّ، وسائر الإصابات هي من جرّاء التعرض للأعيرة المطاطية والضرب وغاز الفلفل.

رابعًا: اعتداءات المستوطنين

اعتداءات المستوطنين واستفزازاتهم تتزايد وتيرتها في كل شهر، فخلال شهر مايو نفّذ المستوطنون (84) اعتداءً تخللها (15) اعتداءات بالإيذاء الجسدي، وتركزت هذه الاعتداءات خلال ما تسمى “مسيرة الأعلام” التي أقامها المستوطنون في 29.

خامسًا: الإصابات المسجلة

رصدت محافظة القدس خلال شهر مايو الإصابات الناتجة عن استعمال قوات الاحتلال القوة المفرطة ضد الفلسطينين في مختلف أنحاء العاصمة المحتلة.

تم رصد نحو (320) إصابة نتيجة إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحيّ والمعدني المغلف بالمطاط ، والحروق والكسور والضرب المبرح من قبل قوات الاحتلال ومستوطنيه، إضافة إلى مئات الإصابات بالاختناق.

كان أخطرها إطلاق الاحتلال النار تجاه الشاب “نذير مرزوق” (19 عامًا) ، داخل إحدى نقاط شرطة الاحتلال في باب العامود، عقب تفتيشه وبشكل مفاجئ، بزعم محاولة تنفيذه عملية طعن، وإطلاق النار على الشاب “رامي سرور” (24 عاماً) بالقرب من باب القطانين -أحد أبواب المسجد الأقصى المُبارك- خلال ترديده “الله أكبر”، والذي لا يزال يرقد في غرفة العناية المكثفة تحت الأجهزة بعد إصابته بـ 14 رصاصة في الجزء العلوي من جسده. وإصابة حرجة للشاب “نادر الشريف” الذي أصيب بعيار مطاطي بالرأس خلال تشييع جثمان قريبه الشهيد وليد الشريف وفقد عينه، ويذكر أنه يعاني نزيفًا في الدماغ وكسورًا في الجمجمة، وجروحًا عميقة في منطقة الرأس والعين.

سادسًا: الانتهاكات والتحديات في المسجد الأقصى المُبارك

تتابعت انتهاكات الاحتلال في المسجد الأقصى المُبارك خلال شهر مايو، حيث استكمل قطعان المستوطنين اقتحاماتهم لباحات الأقصى المبارك بعد انتهاء عيد الفطر، ومن أبرز الانتهاكات التي شهدها المسجد الأقصى:

في 3 أيار، منعت شرطة الاحتلال رفع أذان العشاء من مآذن المسجد الأقصى المبارك، حيث قامت بقطع أسلاك السّماعات الخارجية للمسجد الأقصى المُبارك قبل موعد آذان العشاء تزامنًا مع احتفالات في ساحة البراق، واقتصر الأذان على السمّاعات الداخلية للمصليات.

وفي 5 أيّار، اقتحم قطعان المستوطنين باحات المسجد الأقصى المُبارك تحت حِراسة مُشددة من قِبل شرطة الاحتلال، وبلغ عددهم (950) مستوطنًا. وجرت الاقتحامات على شكل مجموعات. وشارك العديد من (الحاخامات ورؤساء المدارس الدينية) في اقتحام الأقصى، بينهم المتطرف الحاخام “شمشون البويم”، والمتطرف”الحاخام الياهو ويبر“، والمتطرف”الحاخام بيساح هالبرين”، والمتطرف “الحاخام يهودا غليك”. وأدّوا خلال الاقتحامات طقوساً تلموديّة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحات المسجد الأقصى المُبارك، وقاموا بـِرفع علم الاحتلال عند أبوابه وباحاته. بالتزامن مع الاقتحامات، واعتدى جنود الاحتلال على المُصلين في باحات المسجد الأقصى المُبارك بالدّفع والضّرب والإبعاد خارج بوابات المسجد، وحاصروا الشُبان في المُصلى القبِلي، وأطلقوا الرصَاص الْمَعْدنِيُّ الْمُغَلَّف بالمطّاط وقنابل الغاز المُسيل للدموع صوبهم، ما أدّى لوقوع عدة إصابات. كما واعتدوا على المرابطات في صحّن مسجد قبة الصخرة المشرفة .وهاجموا الصحفيين في صحّن قبة الصخرة المشرفة، من بينهم المصور الصحفي “أحمد جلاجل”، ودفعته أرضًا خلال تغطيته لأحداث المسجد الأقصى المُبارك.

وخلال الاقتحام حطمت قوات الاحتلال زجاج “منبر صلاح الدين التاريخي“ داخل المُصلى القِبلي في المسجد الأقصى المُبارك ، وأغلقت أبوابه بالسّلاسل الحديديّة، وحاولت إفراغ ساحات المسجد من المُصلين ومنعتهم المُصلين. كما وحطمت قوات الاحتلال باب المُصلى القبِلي بالمسجد الأقصى المُبارك خلال اقتحام المُصلى .

وخلال ساعات مساء الـ 5 من أيّار، اقتحمت قوات الاحتلال باحات المسجد الأقصى المُبارك، وتفحصت “ماسورتين” عثر عليهما الاحتلال في منطقة الحاكورة داخل المسجد الأقصى، ليتبين لاحقًا أنهما فارغتان ولا يوجد أي عبوات متفجرة داخل المسجد.

وفي الـ7 من أيّار، أغلقت قوات الاحتلال كافة أبواب المسجد الأقصى المُبارك، وقامت بِمِحاصرة المُصلين بداخله. حيثُ أدّى المواطنون صلاة العشاء على أبواب المسجد الأقصى المُبارك، عقب إغلاق جميع أبوابه ومنعهم من دخوله.

وفي الـ16 من مايو، قام الاحتلال بقطع أنابيب ثلاجات المياه الموجودة في مصلى باب الرحمة بالمسجد الأقصى المبارك.

وفي الـ 22 من مايو ، قررت محكمة الاحتلال بالقدس السماح للمستوطنين بترديد الصلوات والاستلقاء، خلال اقتحامهم المسجد الأقصى المُبارك .ويذكر أن القرار يأتي بعد قيام عدد من المستوطنين بالإستئناف لدى محكمة الاحتلال على قرار شرطة الاحتلال بإبعادهم عن البلدة القديمة في القدس، وذلك بعد قيامهم بالاستلقاء على الأرض وترديد الصلوات في المسجد الأقصى.

وفي صباح الـ29 من مايو، والذي صادف ما يُسمى “ذكرى توحيد القدس” حسب التقويم العبّري، اقتحمت قوات الاحتلال المدجّجة بالسلاح لمساندة اقتحامات المستوطنين الذي بلغ عددهم خلال الفترتين الصباحية والمسائية نحو (1687)، وأغلقت المُصلّى القِبلي بالسلاسل الحديدية، وحاصرت المرابطين داخله. واعتدت على المرابطين والمعتكفين من رجال ونساء واعتقلت العديد منهم.

رصدت محافظة القدس اقتحام المتطرفين للمسجد الأقصى المُبارك خلال شهر مايو ، إذ اقتحم  (10468) مستوطناً، من بينهم (5119) تحت مسمى “سائح”، باحات المسجد الأقصى المُبارك بمساندة قوات الاحتلال الخاصة المدججة بالسلاح.

وبالمقارنة مع شهر/2021، تم رصد اقتحام (1205) لباحات المسجد الأقصى المُبارك، وبهذا نلاحظ ازدياد أعداد المقتحمين في شهر أيار للعام الجاري.

سابعًا: المواجهات والاعتداءات على البلدات والأحياء المقدسية

 سادت أجواء من التوتر في محافظة القدس خلال شهر مايو، وشهدت بلداتها وأحيائها مواجهات جراء اقتحامات قوات الاحتلال الاستفزازية وتعمُدها استخدام الأعيرة النارية وقنابل الغاز والصوت تجاه الأهالي.

وازدادت حدة التوترات بعد مصادقة الاحتلال بشكل نهائي على السماح لـ”مسيرة الأعلام” بالمرور من باب العامود والبلدة القديمة، رغمًا عن التدخلات الدولية لإعادة النظر بمسار ما تُسمى “مسيرة الأعلام”.

يُذكر بأن سلطات الاحتلال أعلنت عن البرنامج النهائي لـ “مسيرة الأعلام التهويدية” ، التي سيشارك فيها (16 ألف مستوطن)، وسمحت للمستوطنين بالمرور من البلدة القديمة عبر الدخول إليها من باب العامود وصولًا إلى حائط البراق.

ونفّذ قطعان المستوطنين في الـ29 من مايو، مسيرة الأعلام التهويدية الاستفزازية التي اقتحمت البلدة القديمة في القدس المحتلة من منطقة باب العامود، بمشاركة آلاف المستوطنين الذين دنّسوا المكان. وشتم خلالها المستوطنون، المسلمين والمواطنين ورددوا الهتافات العنصرية وعبارات تنُادي “بالموت للعرب، وقاموا بالاعتداء بطريقة وحشية على المواطنين الذين تواجدوا في المكان وعلى الطواقم الصحفية ومنعوها من أداء عملها، كما رفعوا أعلام ما تُسمى بـِ “حركة كاخ” الإرهابية المتطرفة، ومنظمة “لاهافا” الإجرامية. وشارك فيها عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف “إيتمار بن غفير”، بعد اقتحامه منطقة باب العامود.

ما أدى لإصابة عشرات المواطنين في البلدة القديمة بالقدس المحتلة ومحيطها، جرّاء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين عليهم خلال تصديهم لمسيرة “الأعلام التهويدية”. نقل منها (23 إصابة للمستشفى)، وجرى علاج باقي الإصابات ميدانياً. كما واعتدى المستوطنون على الطواقم الصحفية المتواجدة في المكان، وهم (الصحفية ليالي عيد، الصحفية سلام مشرقي، الصحفية لانا كاملة) والطاقم المرافق معهم، ومنعوهن من تأدية واجبهن. واعتقلت قوات الاحتلال ما يقارب ( 50 مواطناً على الأقل)، بينهم نساء وأطفال، من القدس ومحيط منطقة باب العامود ومن داخل أحياء البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك، وفق ما أفاد به نادي الأسير.

ثامنًا: حالات الاعتقال

تم رصد نحو (403) حالة اعتقال من بينهم (20) سيدة، من قِبل قوات الاحتلال لمواطنين في محافظة القدس.

وتفرض قوات الاحتلال بحق المعتقلين قرارات حبس منزلي أو قرارات إبعاد أو غرامات مالية باهظة، ومنهم من أصدرت محكمة الاحتلال بحقهم قرارات منع سفر وتحديد خارطة تحرك، بالإضافة إلى تمديد اعتقال عدد كبير من المعتقلين لأشهر طويلة وربما لسنوات دون توجيه تهمة واضحة بحقهم.

من أغرب هذه القرارات فرضت سلطات الاحتلال في 6 أيار، على الشاب “أحمد ركن” قرارًا يمنعه من التواصل مع أي شاب ممن اعتُقلوا من المسجد الأقصى المُبارك ، كما ومنعته من المُشاركة في إسعاف المُصابين والتواجد مع الطواقم الطبية تحت أيّ ظرف كان ولفترة محددة. ويُذكر أن هذه الشروط مكفولة بكفالة مالية قدرها (2500 شيقل)، كما اشترطت عليه الحضور للتحقيق في أيّ وقت تقوم خلاله شرطة الاحتلال باستدعائه على الملف ذاته.

وبالمقارنة مع شهر مايو /2021، والذي تم خلاله رصد ما يزيد عن (700) عملية اعتقال في محافظة القدس، إذ شهدت القدس خلاله هبّة باب العامود وأحداث الشيخ جرّاح.

تاسعًا: أحكام بالسجن الفعلي

أصدرت محاكم الاحتلال العنصرية (11) حكمًا بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين، من بينها (2) حكمًا بالاعتقال الإداري، كان أعلاها الحكم بالسجن لمدة 8 سنوات وغرامات ماليه بحق الأسير “محمد حاتم أبو الهوى”.

عاشرًا: قرارات بالحبس المنزلي

تم رصد خلال شهر أيّار، (35) قرارًا بالحبس المنزلي أصدرتهم سلطات الاحتلال بحق مواطنين مقدسيين بهدف تقييد حركتهم. كان من بينهم الحبس المنزلي لمدة خمسة أيام وكفالة مالية بقيمة 5 آلاف شيكل بحق أمين سر حركة فتح في القدس شادي مطور بعد اعتقاله خلال نقل جثمان الشهيدة أبو عاقلة للمستشفى الفرنسي.

الحادي عشر: قرارات الإبعاد ومنع السفر

أصدرت سلطات الاحتلال نحو (41) قرار إبعاد، من بينها قرارين إبعاد عن مدينة القدس بشكل نهائي طالت المواطنين “منصور أبو غربية” و”مراد غازي العباسي”.

كما وسلمت خطيب المسجد الأقصى الشيخ “عكرمة صبري” قرارًا موقعًا من وزير داخلية الاحتلال، يقضي بمنعه من السفر لمدة 4 أشهر.

الثاني عشر: عمليات الهدم والتجريف

واصلت سلطات الاحتلال عمليات الهدم خلال شهر أيّار،حيث تم تسجيل (16)عملية هدم؛ (6) عمليات هدم قسري ذاتي، و(10) عمليات هدم نفذتها آليات الاحتلال.

وشملت عمليات الهدم الذاتي القسري هدم (6) منازل في بلدات بيت حنينا وصورباهر والعيسوية وسلوان.

كما وهدمت آليات الاحتلال بنايتان سكنيتان احتوت 7 شقق، ومنزلين، ومنشأة تجارية؛ بناية سكنية مكونة من شقتين وكراج سيارات، في بلدة بيت صفافا، وبناية سكنية مكونة من 3 طوابق تحتوي 5 شقق في عين اللوزة ببلدة سلوان. ومنزل في بلدة الولجة وآخر قيد الإنشاء في بلدة جبع، ومنشأة تجارية في بلدة بيت حنينا.

كما أزالت طواقم الاحتلال بوابة خاصة لأرض في بلدة بيت إكسا شمال غرب القدس وسياج أرض في بلدة بيت حنينا، وجرفت أراضي مقام عليها مشتل يعيل 7 عائلات في بلدة شعفاط، وهدمت وجرّفت أراضي في بلدة الزعيّم شملت هدم 4 بركسات سكنية وزراعية وسياج زراعي.

كما وتواصل آليات الاحتلال عمليات الحفر والتجريف في المنطقة الواقعة بين مخيم قلنديا وبلدة الرّام بهدف تنفيذ مشروعٍ استيطاني يهدف لربط المستوطنات داخل القدس بمستوطنات الضفة الغربية.

الثالث عشر: إخطارات الهدم ومصادرة الممتلكات

سلمت سلطات الاحتلال إخطارات هدم وبلاغات مراجعة لبلدية الاحتلال في عدة أحياء وبلدات في القدس المحتلة، وخلال مايو سلمت إخطارات هدم لمنازل في حَيّ وادِ ياصول ببلدة سلوان تعود ملكيتها لـ (عائلة أبو خلف، الشويكي، جلاجل، والعباسي)، وإخطارات هدم لمنشآت تجارية في حارة “الرهينة” ببلدة عناتا. كما وسلمت أمر وقف بناء لمنزل في بلدة بيت إجزا وصادرت جرافة من بلدة قطنه بذريعة أنها مناطق تحت السيطرة الإسرائيلية.

وفي سياق متصل، أعلنت سلطات الاحتلال الاستيلاء على (22 ألف دونم)، من أراضي بلدة السواحرة الشرقية، والنبي موسى جنوب مدينة أريحا، في منطقة واد المكلك التي تمتد من شرق القدس حتى البحر الميت، ويُطلق عليها بالعبرية (ناحل أوغ)، بحجة تحويلها لمحميّة طبيعية يمنع على الفلسطينيين استخدامها لرعي أغنامهم.

كما وأعلنت سلطات الاحتلال عن مصادرة ما مساحته (54 دونمًا) من أراضي بلدة الطور لصالح الشارع الاستيطاني المسمى “شارع الطوق رقم 4585” والمعروف باسم “الشارع الأمريكي” بهدف ربط المستوطنات القدس ببعضها، ورصد الاحتلال لهذا المشروع ميزانية ضخمة بقيمة “500 ميلون دولار”، وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت في وقت سابق عن مصادرة (1070 دونمًا) من أراضي بلدات (صورباهر، الطور، عناتا).

الرابع عشر: الانتهاكات بحق الأسرى

تواصل إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي التنكيل بالأسرى والاعتداء عليهم بشكل مستمر، وخلال مايو واصل الأسرى الإداريون في سجون الاحتلال، مقاطعتهم للمحاكم الإسرائيلية، للمطالبة بإنهاء سياسة الاعتقال الإداري تحت شعار “قرارنا حرية”. ويذكر أنه بدأ في 1 يناير/كانون الثاني الماضي. وتتذرع سلطات الاحتلال وإدارات السجون بأن الأسرى الإداريون لهم ملفات سرية لا يمكن الكشف عنها مطلقًا، فلا يعرف المعتقل مدة محكوميته ولا التهمة الموجهة إليه.

وفي سياق متصل، واصل الأسير “رائد ريان” من بلدة بيت دقّو شمال غرب القدس المحتلة إضرابه المفتوح عن الطعام مُنذ السادس من شهر نيسان، رفضاً لاعتقاله الإداري.

وفي ملف سياسة الإهمال الطبي المتعمد أعلنت ما تُسمى بالمحكمة العليا التابعة للاحتلال في الـ27 من أيّار، رفضها التماسًا قدمته “جمعية أطباء لحقوق الإنسان”، لإجراء عملية جراحية بالأنف للأسيرة المقدسية  “إسراء جعابيص”، رغم توصية الأطباء على أن هذا العلاج يعدّ علاجا طبيًا ضروريًا لها. ويذكر أنه جاء قرار المحكمة تلبية لرفض مصلحة سجون الاحتلال تمويل العملية الجراحية للأسيرة “جعابيص”.

الخامس عشر: الانتهاكات ضد المقدسات المسيحية والمؤسسات في القدس

في محاولة مستمرة لقمع المؤسسات المقدسية وأي جهود مقدسية داخل مدينة القدس يواصل الاحتلال قمع وإغلاق هذه المؤسسات وقمع الفعاليات التي تثبت وجود المقدسي في المدينة المحتلة.

كان أبرزها، مهاجمة شرطة الاحتلال المشيعين في جنازة الزميلة شيرين أبو عاقلة، بعد خروجهم من المستشفى الفرنسي، وهم يحملون جثمانها. وذلك عقب اقتحام قوات كبيرة من الشرطة باحة المستشفى، وسط إطلاق قنابل الصوت، والاعتداء بالضرب، ما أجبر المشيعين على التراجع. ما أدى لإصابة 33 شخصا نُقل 6 منهم للمستشفى.

وفي السياق، اقتحمت قوات الاحتلال كنيسة اللقاء التي أقيم فيها بيت عزاء الشهيدة “شيرين أبو عاقلة”، واعتدت على المتواجدين في بيت العزاء عدة مرات في محاولة لإزالة العلم الفلسطيني من المكان، كما واقتحمت مستشفى المقاصد في بلدة الطور والمستشفى الفرنسي.

وخلال شهر أيار، ازدات وتيرة اعتداءات قوات الاحتلال على الطواقم الصحفية خلال تأديتها عملها بالضرب والاعتقال والتنكيل بهم، ومنعهم من التغطية الإخبارية. كما واعتدت على المسعفين وسيارات الإسعاف التابعة لجميعة الهلال الأحمر واعتقلت العديد من المسعفين ونكلت بهم.

السادس عشر: المشاريع الاستيطانية

تسعى سلطات الاحتلال إلى فرض واقع جديد على مدينة القدس المحتلة من خلال تنفيذ مشاريع استيطانية خطيرة لإضفاء طابع يهودي استيطاني، وطمس المعالم العربية الفلسطينية بها وخلال شهر مايو أعلن الاحتلال عن عدة مخططات وهي:-

  • کشفت شركات استيطانية خاصة وأخرى مرتبطة ببلدية الاحتلال في القدس المحتلة النقاب عن قرار من ما تسمى “اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء” بتوسيع مستوطنة “جبل أبو غنيم” الواقعة على حساب نحو 90 دونماً من أراضي بلدتيْ صورباهر وأم طوبا. وتهدف هذه التوسعة إلى بناء 344 وحدة استيطانية جديدة، حيث تمتد الخطة الاستيطانية لتوسيع مستوطنة “جبل أبو غنيم” جنوباً حتى ما يسمى بـ “الشارع الأمريكي” الذي التهم مساحات واسعة من أراضي صورباهر وأم طوبا وسلوان وغيرها. وبحسب الشركة المُنفذة لهذه التوسعة، فإن هناك مرحلة أخرى من المشروع، ولكنها ستتم بعد استكمال الشارع الرئيسي وبناء الوحدات الاستيطانية الحالية المتمثلة في 344 وحدة. مشيرةً إلى أن ما سيتم بناءه، 10 مبانٍ فاخرة بمواصفات متميزة كاملة.
  • صادقت “محكمة الاحتلال العُليا” على إقامة خط لمشروع “القطار الهوائي” في مدينة القدس، بعد رد جميع الالتماسات التي قُدمت ضده. ووفقاً لمصادر عبرية، فإن الخطة تشمل خط قطار هوائي “تلفريك” بطول (1.4 كم بأربع محطات)، وبإمكانه حمل ( 3 آلاف شخص في الساعة في ذروة عمله). وبيّنت المصادر العبرية أن الخطة المُحدّثة للمشروع تَضُمُّ (41 عربة متباعدة عن بعضها)، بمسافة (73 متراً)، وستحمل كل عربة حتى( 10 مسافرين)، وبسرعة (6 أمتار في الثانية)، على أن تقطع المسافة كاملة خلال (4.5 دقيقة). ويمتد المشروع من محطة القطارات القديمة في طريق الخليل إلى “جبل صهيون”، وصولاً إلى باب المغاربة، حيثُ سَيَتِمُّ إقامة محطة ليستخدمها المستوطنون في الوصول إلى حائط البراق والقدس القديمة، ومن هناك سيواصل القطار مسيره باتجاه “ناحال كدرون” وجبل الزيتون وفندق الأقواس. وكشفت المصادر العبرية أن حكومة الاحتلال رصدت لهذا المشروع ميزانية أولية بقيمة 200 مليون شيقل وكانت حكومة الاحتلال قد صادقت على هذا المشروع عام 2020، ونشرت بلدية الاحتلال في القدس عطاءً لاختيار مقاول للمشروع؛ لكن قُدمت العديد من الالتماسات ضده إلى “المحكمة العُليا” حتى صدر قرارًا برفضها جميعها في تاريخ 15 أيّار2022. يُشار إلى أن المشروع سيؤثر على سكان حَيّ وادِ حلوة والعائلات التي سيمر القطار من فوقها، وسيصادر الملكيات الخاصة لصالح إقامة الأعمدة والكوابل الخاصة به، وسيعمل على ضرب الحركة التجارية في البلدة القديمة ومنطقة باب العامود –المدخل التجاري الرئيسي– من خلال ربط القادمين للبلدة بخط القطار وباب المغاربة. ويُعد المشروع الذي يتمّ الترويج له على أنه “يهدف إلى تعزيز السياحة والمواصلات في منطقة البلدة القديمة وجبل الزيتون”، إلى تعزيز الرواية “الإسرائيلية” من خلال خلق وقائع على الأرض تدعم تلك الرواية.
  • مخطط تهويدي جديد على أراضي جبل المكبر، تعتزم بلدية الاحتلال إقامة مشروع تهويدي في مستوطنة “أرمون هنتسيف” المقامة على أراضي جبل المكبر في القدس الشرقية المحتلة. وهو عبارة عن “مركز مؤتمرات لجذب حوالى 3000 زائر بالقرب من المجمع الفندقي في المنطقة.

المعلومات المرفقة في التقرير أعلاه تم رصدها بشكل يومي من خلال وحدة العلاقات العامة والإعلام في محافظة القدس الشريف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights