آخر الأحدث

انطلاق أعمال المؤتمر العالمي للوحدة الإسلامية في مكة المكرمة

انطلقت اليوم الأربعاء في مكة المكرمة أعمال المؤتمر العالمي للوحدة الإسلامية الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بعنوان (الوحدة الإسلامية – مخاطر التصنيف والإقصاء).

وقال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في كلمة ألقاها نيابة عنه مستشاره أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل، إن المملكة العربية السعودية التي قامت على منهج الوسطية والاعتدال، والتي تشرف بخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، سوف تواصل التزاماتها ومبادراتها بما يحقق آمال المسلمين.
ونوه بعلماء الأمة الأجلاء الذين شاركوا في هذا المؤتمر اسشعاراً لواجبهم الشرعي في رأب الصدع المهدد لأمتهم، ونبذ الخلاف، وتوحيد الصف، والاتفاق على خطاب واحد نتوجه به إلى العالم.

وقال إن الأمل معقود على هذه المشاعل الوضاءة بالعلم الراسخ، لإقالة عثرات الأمة، وتحقيق وحدتها الجامعة، التي ليست موجهة ضد أحد، بل تسعى للتضامن من أجل خير الإنسانية جمعاء.
وأشار إلى أن رابطة العالم الإسلامي اختارت “مخاطر التصنيف والإقصاء” عنواناً لهذا المؤتمر، وجعلت “تعزيز مفاهيم الدولة الوطنية وقيمها المشتركة” أحد محاوره، سعياً لجمع كلمة علماء الأمة ودعاتها ومفكريها، للبناء على المشتركات، والتقريب بين الرؤى، وترشيد ثقافة الخلاف، والعمل طبقاً لوسطية الإسلام واعتداله، التي انتشرت على أساسهما حضارته، لتغطي نحو ثلثي العالم.

من جانبه، أوضح مفتي لبنان الدكتور عبداللطيف دريان أن المؤتمر يسعى لجمع كلمة العلماء والدعاة، وتقريب وجهات النظر حول قضايا الوحدة الإسلامية، وترسيخ مفاهيم وقيم الوسطية والاعتدال، وتعميق أواصر التآخي والتآلف بين المسلمين، ونبذ خطاب التفرق والتشتت والتصنيف والإقصاء.
بدوره أكد رئيس المجلس الأعلى في الجزائر الدكتور بوعبدالله محمد غلام الله أن المؤتمر سوف يكون له شأن عظيم في توحيد صف المسلمين وجمع كلمتهم.
من جهته، أعرب مفتي جمهورية مصر العربية الدكتور شوقي علام في كلمته عن الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر، كما تحدث فيها عن أهمية الوحدة الإسلامية وثقافة الخلاف.

وألقى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين كلمة قال فيها إن الله سبحانه وتعالى امتدح المسلمين بقوله (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) في تأكيدٍ ربانيٍ يدعم وحدة الأمة الإسلامية، ومصيرها المشترك، وهو ما يلقي بمسؤوليات جسام على دولنا الإسلامية للعمل على تحقيق مقتضيات تضامن الأمة، واجتماع الكلمة، وتوحيد الصف، وتجاوز كل ما يفرق لُحمتها ويضعف قوتها، والتوافق حول المشتركات التي تعزز من تكاملها، وتدعم تماسكها، وتؤسس لتعاون بين دولها أكثر اطمئنانا في ظل المقاصد المقدسة لهذا التوجيه الرباني”.
وأشار إلى أن منظمة التعاون الاسلامي أنشأت إدارة باسم الحوار والتواصل بهدف مد الجسور بين مختلف الأطياف دون تمييز، من أجل مكافحة نزعات الإقصاء والتصنيف، وكذلك التعاون الوثيق مع هيئات كبرى لتحقيق ذات الغرض مثل رابطة العالم الإسلامي ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
كما ألقى رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الدكتور عبدالله بن بيه كلمة أشار فيها إلى أن الوحدة مفهوم إسلامي عظيم يشمل جميع دوائر الوجود الإنساني ويغطي جميع العلاقات الفردية والجماعية والدولية، مبيناً أن الإسلام دين التوحيد ودين الوحدة ووحدة الشعور والشعائر.

بدوره، قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى “إنّ هذا اللقاء الوحدوي في تقريبه للرؤى والاجتهادات، والتفافه حول المشتركات، دافعاً بمشاعر الأُخُوّة الإسلامية نحو التطلع الأمثل، محذراً من مخاطر التصنيف والاقصاء، مع تعزيزه لمفاهيم الدولة الوطنية وقيمها المشتركة، يُعدُّ الأول من نوعه “كماً وكيفاً” تحت مظلة رابطة الشعوب الإسلامية في رحاب مكة المكرمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى