التطرف الغربيتقارير

سجن الموتى.. لا يوجد غير في فلسطين “مقبرة الأرقام”

ليس بغريب على قوات الإحتلال الصهيوني أن تبتكر أساليب جديد لتعذيب الشعب الفلسطيني، فما بين قصف وقتل وسجن هذه حياة غالب الشعب الفلسطيني، ولكن الأغرب سجن الأموات

مقابر الأرقام

مقابر ليست كباقي المقابر، أنشأها الاحتلال منذ سنوات، ليحتجز فيها رفات وأشلاء لفلسطينيين استشهدوا بنيرانه، سواء في مواجهات معه، أو تمّ اغتيالهم على يد وحداته الخاصة المعروفة بـ “وحدات المستعربين”. ومنذ إنشائها تعتبر هذه المقابر منطقة عسكرية يحظر الدخول إليها أو حتى مجرد الاقتراب منها.

العالم المجهول

لايعلم أحد تاريخ إنشاء أول مقبرة للأرقام، ولكن المؤكد أن أول عملية دفن جماعي لفلسطينيين قتلوا على أيدي قوات الاحتلال خلال حرب العام 1948.

إنشاء هذا العالم المجهول

أنشئت بشكل عشوائي، في البداية  قبل أن تصبح رسمية، ويتم إخضاعها لإشراف مباشر من جيش الاحتلال بعد حرب 1967، لتزداد عمليات الدفن الجماعي للضحايا في حرب العام 1982 بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، مع الارتفاع الملحوظ في أعداد الضحايا، الذين وقعوا في أسر قوات الاحتلال.

الكشف عن 4 مقابر

بعد سبعين عاماً على الإنشاء، لم يكشف سوى عن أربع من هذه المقابر، غير أن جهات فلسطينية رجّحت وجود عدد آخر غير معلوم، ويخضع لرقابة مباشرة من جيش الاحتلال. ولا يظهر في هذه المقابر أية أحجار أو شواهد، وكل ما يمكن مشاهدته لوحات من الصفيح، طبعت عليها أرقام اغلبها محي بسبب العوامل الجوية.

تعد مقبرة “جسر بنات يعقوبط وتتموضع عند الحدود الفلسطينية مع كل من سوريا ولبنان أكبرها، وتضم رفات نحو 500 شهيد، وهناك مقبرة “ريفيديم” على مقربة من غور الأردن، و”شحيطة” شمال مدينة طبريا الفلسطينية المحتلة، ولا يعلم أحد، عدد الشهداء المدفونين فيهما.

قتلى الأعداء

هكذا يطلق عليها الإحتلال، في إشارة منه للقتلى العرب والفلسطينيين.

أسرى شهداء

 لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز رفات عشرات الشهداء ارتقوا في أزمنة مختلفة، وترفض تسليمهم إلى ذويهم، وهؤلاء محتجزون في مقابر الأرقام منذ استشهادهم، وفي أوضاع مهينة دينياً وأخلاقياً.

الأرقام مختلفة

 في الوقت الذي يعلن الفلسطينين أن إسرائيل تحتجز 242 جثماناً لفلسطينيين قتلوا في مراحل الصراع مع الكيان المحتل، إلا أن جيش الاحتلال يعلن عن وجود رفات 119 شخصا ًفقط.

وفي الاعوام الأخيرة احتجز الكيان المحتل، جثامين 24 فلسطينياً.

منسق اللجنة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء يتحدث

 في حوار  لسالم خلة، منسق اللجنة الوطنية الفلسطينية لاسترداد جثامين الشهداء  في مقابلة مع “سكاي نيوز عربية” قال: “منذ احتلال إسرائيل ما تبقى من أراضي فلسطين عام 1967، دأبت السلطات الإسرائيلية على احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين”.

وأضاف خلة أن إسرائيل خصصت لهذه الغاية مقابر في مناطق عسكرية يحظر على أهالي الضحايا ووسائل الإعلام والمنظمات الدولية الدخول إليها.

وتتوزع هذه المقابر قرب بحيرة طبرية والأغوار وبئر السبع، ولا يزيد عمق القبر فيها عن 50 سم، وتوضع الجثامين في صفوف متراصة، واختلطت بعض الجثامين بفعل عوامل الطبيعة، فضلا عن وضع الجثامين في أكياس بلاستيكية واعتماد كل شهيد بواسطة رقم يكتب على الكيس، لكنه يتلاشى بفعل عوامل الطبيعة.

ويرى خلة أن هذه الإجراءات، التي تتخذها السلطات الإسرائيلية بحق الضحايا الفلسطينيين بعد قتلتهم، تندرج في إطار سياسة العقاب الجماعي، التي تشمل هدم المنازل وسحب الإقامة والاعتقال.

وعود الصهاينة لا تنفذ

حصلة عدد من المنظمات الأهلية الفلسطينية على وعود بان الكيان المحتل لن يحتجز جثامين الفلسطينين، فضلاً عن تسليم جثامين مقابر الأرقام، بعد مطابقة الحمض النووي.

ولكن كالمعتاد لم يلتزم  جيش الاحتلال بالعهد الذي قطعه، وانضم إليه المجلس الأمني الإسرائيلي، إذ أصدر أمرا بعدم تسليم جثامين الفلسطينيين الذي قال إنهم نفذوا هجمات خلال الفترة الماضية.

محاولات قضائية فاشلة

حاول عدد من أهالي الضحايا الفلسطينية عبر محامين ومنظمات حقوقية، إلا أن السلطات الإسرائيلية رفضت الطلبات الفلسطينية، وجاء في رد المستشار القضائي للشرطة الإسرائيلية: “طالما استمرت موجة العمليات للاستجابة لطلبكم بتسليم الجثامين لا نجد سببا في الوقت الحالي، وطالما استمرت موجة العمليات للاستجابة لطلبكم بتسليم الجثامين”.

أقرأ أيضاً

https://antitatarof.com/archives/4265

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى