صوت الأسرى

صحيفة “الشعب” الجزائرية تصدر الملحق الخامس من “صوت فلسطين”

 افاد الاخ خالد صالح ، بأن الملحق الخامس من “صوت فلسطين”  صدر يوم الخميس الموافق 16/06/2022   فى الجزائر ، وأضاف بأن صحيفة الشعب الجزائرية تصدر ( الملحق ) بشكل منتظم صباح نهاية كل أسبوع وتوزعه مع الصحيفة في كافة ولايات  الجزائر الشقيقة ، فيما تضع كافة المقالات والاخبار والتقارير التى تصدر فيه  على موقعها الإلكتروني الرسمي طوال الوقت وحتى صدور العدد التالي . وتابع بأن ملحق ” صوت فلسطين ” تخصص جريدة “الشعب” الجزائرية حيزا لائقا للتناول الإعلامي للقضية الفلسطينية، عنوانه البارز”صوت فلسطين” لينقل معاناة وتطلعات الشعب الفلسطينى، خاصة فى هذه المرحلة الحاسمة، التى يرتفع فيها سقف المقاومة أمام غطرسة الاحتلال الصهيونى. هذا الفضاء الأسبوعى يواكب مسار الديناميكية الفلسطينية ، ليساهم فى تسليط الأضواء على ما يكابده الإنسان الفلسطينى ورموز هويته العربية والاسلامية ، بما فى ذلك نقل آلام وأحلام الاسرى، رمز البطولة والصمود . ونحن إذ نبلغكم بذلك فإننا نشكرُ جريدةَ “الشعب” الجزائرية الرائدة والأخوةَ القائمين عليها جميعاً وعلى رأسِهم الأستاذ المدير العام  والمشرفين على الجريدة ومن خلالهم نجدد الشكر الموصول دوماً للجزائر رئيساً وحكومةً وشعباً ، حيثُ فلسطين همٌّ وذاتٌ والتزامٌ .

– افتتح الملحق بمقال بعنوان” الأسرى والتجربة الجزائرية” بقلم:د. رأفت حمدونة – جاء فيه،

أكتب هذا المقال بحق الجزائر في أعقاب اهتمام  عدد من المبعوثين الإعلاميين الأجانب الذين استهجنوا قبل شهور وتساءلوا عن سر اهتمام الجزائر بقضايا الأسرى الفلسطينيين عبر ملاحق يومية وأسبوعية في الصحف والجرائد الجزائرية ، ومواقع الإعلام العامة ، الأمر الذى يجعلنا نفكر جدياً بهذه القضية المهمة كتجربة نضالية واعلامية ودبلوماسية ناجحة لوزارة الخارجية الفلسطينية ، وللسفارة الفلسطينية في الجزائر ، وللجزائريين مثقفين وصحفيين وقيادة وشعب حر . وأعتقد أنه ليس غريباً ولا جديداً علينا مواقف الجزائر التاريخية شعباً وقيادة وحكومة بحق الشعب الفلسطيني وقضيته ومعتقليه ، كونه الوطن الثاني للفلسطينيين بتبني قضاياه  وحالة المساندة والدعم القديمة الحديثة لمسيرته التحررية والنضالية ، فالجزائر النموذج العربي الاستثنائي في تعزيز صمود وتضحيات الفلسطينيين على طريق تحرير وطنهم ومعتقليهم والعيش بحرية وسيادة وكرامة كباقي الشعوب . وتاريخياً كلما شعر الفلسطينيون بالألم منحتهم الجزائر شرياناً من الحياة وجرعات عميقة من الأمل لتكملة المشوار ، مستذكرين واياهم سوياً ما يزيد عن المليون شهيد ، وإرادة الثوار والمجاهدين واستبسالهم في الدفاع عن حقوقهم حتى نالوا الاستقلال ورسموا معالم الانتصار لعملية نضال استمرت  132 سنة ، بقوة وإرادة وعزيمة وثورة لم يشهد التاريخ مثيلها على صعيد الانتماء والاستعداد للشهادة من أجل الوطن والقيم والمبادئ التي رسموها وحملتها الأجيال دون تعب أو تراجع . نستذكر سوياً دعم الجزائر للشعب الفلسطيني ومعتقليه ، ويستوقفنا شعار ” نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومة ” والذي اطلقه الراحل هواري بومدين ، وظلت على عهده الدولة كواقع لم يتغير ولم يتبدل ولم يغيب عن أرض الواقع ، ومقولة  “استقلال الجزائر لازال منقوصا ما دام لم يكتمل باستقلال الفلسطينيين” ، وتستذكر في تجسيد العلاقة الغير مسبوقة بين دولتين كلمة الشهيد أبو عمار للجزائر ”  الجزائر لا تحتاج لكتابة التاريخ فالتاريخ هو الذي كتبها من أحرف من ذهب نقشت في جميع الشعوب المحتلة “وأضاف د.حمدونة: حظيت قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين باستجابة واسعة وغير مسبوقة فيها من كافة وسائل الإعلام الجزائرية  الرسمية  والحزبية والاهتمام الشعبي والجماهيري والتي تتبنى نشر قصص الأسرى وحكاياتهم وإبراز بطولاتهم ومعاناتهم لكسر العزلة التي تفرضها اسرائيل وتعزيز دائرة الدعم والمؤازرة لقضيتهم ، كما ونشكر أحبائنا النشطاء والحقوقيين والأكاديميين والكتاب والسياسيين والمثقفين والاعلاميين الجزائريين على جهودهم في دعم نضالنا ونصرة أسرانا ، عبر تلك الملاحق التي تنتشر في أوساط ذوي الأسرى ومراكز الدراسات والبحوث العربية المتخصصة في قضايا حقوق الإنسان والمؤسسات الانسانية الفلسطينية والعربية والدولية والتي لفتت أنظار غير الجزائريين بهذا الاهتمام المنقطع النظير .شكرا لجريدة الشعب .

– وكتب الاخ /عبد الناصر فروانة مقال بعنوان” الأسرى ما بين “الانقسام” والخشية من “الانفصال” جاء فيه، 

“الانقلاب”، “الانقسام”، “الحسم العسكري”، “استعادة السيطرة”. أسموه ما شئتم واطلقوا عليه من المصطلحات ما أردتم. لكن عليكم أن تعلموا جيداً أن الخامس عشر من حزيران/يونيو عام 2007 كان يوماً أسودا في تاريخ الشعب الفلسطيني، وشكّل بداية لمرحلة خطيرة، حيث أحدث انقساماً حاداً، مازالت القضية الفلسطينية مثقلة بآثاره السلبية، ومازلنا كشعب فلسطيني نعاني تداعياته وندفع ثمن استمرار بقائه وخاصة في قطاع غزة. مخطئ من يعتقد أننا كمحررين بمنأى عن تداعياته، ومخطئ من يظن كذلك أن “الانقسام” لم يمتد إلى الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأن آثاره وتداعياته الخطيرة لم تتسلل إلى صفوفهم ولم تُنهك قواهم وتمزق وحدتهم. فالأسرى جزء وجزء أصيل من الشعب الفلسطيني، وهم امتداد طبيعي لتنظيماتهم و للنسيج الوطني والسياسي والاجتماعي الفلسطيني. يُؤثرون ويَتَأثرون. لذا فالانقسام الذي مزقّ الوطن، وفتت وحدة النسيج الاجتماعي، امتد وتَخطى الجدار الشاهقة وخدش وحدة الأسرى داخل السجون، بل ومزقها أحياناً وقد ظهر ذلك في تجليات عدة، و وانعكس سلباً على طبيعة العلاقات الداخلية، وأدى الى تراجع مسيرتهم النضالية، وأضعف من قدرتهم على مواجهة السجان، وما الخطوات الفردية أو الحزبية الضيقة إلا انعكاس لهذا الواقع المرير. لهذا لم نعد نرى إضراباً شاملاً يخوضه كافة الأسرى بمختلف انتماءاتهم السياسية والفكرية، على الرغم من أن الحركة الأسيرة مثقلة بالهموم وهي أحوج ما تكون لهذه الخطوة في ظل اتساع حجم الجرائم وتصاعد الانتهاكات والإجراءات القمعية بحقهم من قبل إدارة السجون في السنوات الأخيرة ومصادرة أبسط حقوقهم واستمرار الاستهتار الإسرائيلي بحياة الأسرى وأوضاعهم الصحية لاسيما المرضى منهم. ومما لا شك فيه فإن إدارة السجون اقتنصت الفرصة وصعّدت من قمعها وإجراءاتها التعسفية وأقدمت على اتخاذ خطوات تغذي “الانقسام”، وتضعف وحدة الأسرى والمعتقلين، فاستفردت بهم وعززت من الفصل فيما بينهم وفقاً للسكن تارة، والانتماء الحزبي تارة أخرى، دون أن نرى خطوات احتجاجية أو نسمع مطالبات جادة لإنهاء هذا الفصل والعودة للعيش في أقسام موحدة وغرف مشتركة كما كان الحال في الماضي. وهذا أدى ويمكن أن يؤدي إلى مزيد من التفاهمات الثنائية والمنفردة مع ادارة السجون، بعيداً عن الاجماع الوطني. وبسبب “الانقسام” وتداعياته، تمزقت وحدتنا خارج السجون، ولم تعد معاناة الأبناء في سجون الاحتلال توحد الآباء والأمهات وأفراد عائلاتهم. كما ولم تعد آلام المحررين ومعاناتهم توحد خطواتهم وأولوياتهم. ورأينا كذلك مؤسسات تُعنى بالأسرى وقد أغلقت، ووسائل اعلام وقد تأثرت، وعراقيل وضعت أمام الأنشطة المساندة، وأسرى محررين قد فقدوا وظائفهم وقوت أسرهم، وآخرين اُعتدى عليهم وزج ببعضهم في السجون الفلسطينية، وغيرها. هذه هي الحقيقة المرة التي يجب أن ندركها ونعمل على تغيير الصورة المؤلمة، التي أضحت جزءا من حياتنا منذ أن حدث “الانقلاب” وما تبعه من “انقسام” عام2007، وحيث ما زلنا نعاني تداعياته وآثاره المؤلمة على مجمل مناحي الحياة الفلسطينية، فإننا بتنا نخشى “الانفصال”، ونأمل أن تتغير الأوضاع جذرياً، وأن نطوي صفحة “الانقسام” وأن تُعالج كافة الملفات الداخلية، وخاصة تلك التي لها علاقة بالأسرى والمحررين بما يعيد لقضية الأسرى والمعتقلين هيبتها ويعزز مكانتها، وبما يضمن للحركة الأسيرة وحدتها ويُعيد لها قوتها، وبما يكفل للأسرى والمحررين وعوائلهم مستوى لائق من الحياة الكريمة. ان رسالة الأسرى والأسرى المحررين، كانت وستبقى دوما: “الوحدة الوطنية أولا، والوحدة الوطنية ثانيا، والوحدة الوطنية ثالثا”،

– وكتب: جلال نشوان مفال بعنوان” في “مواجهة السجان الصهيوني” جاء فيه:

 يشكو أسرانا واسيراتنا الأبطال في سجون الموت الصهيونية من تفاقم الأوضاع الصعبة  التي يعيشونها ، ويأتي ذلك ،تزامناً مع استحداث أساليب  التعذيب الجهنمية ،التي  تمارس  بحقهم  ،تلك الأساليب التي لا تخطر على بال البشر، وما أن تشرق شمس يوم جديد  ، حتى تبدأ   حملة التفتيشات اليومية التي يرافقها قمع الأسرى والعبث بأغراضهم، إضافة إلى معاناتهم من فرض  العقوبات ،ومنها:  تقليص وقت الزيارة من 45 دقيقة إلى 30 دقيقة، إضافة إلى  حرمانهم  من مشاهدة  محطات التلفزة العربية والمحلية. سجون الموت النازية ، تضم في داخلها  4700   أسيرا و من بين الأسرى ، أسرى   قاصرين  ،  وهذا مخالف لكافة الشرائع السماوية والمواثيق الدولية والإنسانية… مداهمات في الليل والناس نيام ، حيث يتم  اعتقال الشبان  من منازلهم،  ، و محاكمتهم محاكمة  سريعة وتصدر بحقهم احكاماُ  عالية ، ومن بين هؤلاء الأسرى الأبطال ، أسرى موقوفون بشكل غير قانوني  ويبقى السؤال الأكثر إلحاحاً ماذا عن الأسرى المرضى ؟ 4700 من أسرانا الأبطال يواجهون  ٱلة الموت الصهيونية ،  والمئات من الأسرى (  المرضى ) ، بسبب التعذيب الجهنمي ، أما عن عدد. الأسرى ،   حيث تؤكد  الإحصائيات التي وثقتها ، مؤسسة الضمير لرعاية الأسير  وحقوق الإنسان ، أن   (32) أسيرة بينهم فتاة قاصر، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال والقاصرين في سجون الاحتلال نحو 170 ،  طفلاً، وعدد المعتقلين الإداريين نحو (640) معتقلًا، أسرى غزة 200 ، أسرى محكومين أكثر من 20 سنة 499 ، أسرى  أمضوا أكثر من 20 سنة 214 ، أسرى القدس 450، أسرى الداخل ,( فلسطينيو 48) ، الأسرى القدامى 25  وفي الٱونة الأخيرة  ، تصاعدت عمليات الاعتقال خلال شهر بلغت ذروتها ،  حيث نفّذت قوات الاحتلال عمليات اعتقال واسعة خلال اقتحام المسجد الأقصى ووصلت حالات الاعتقال لأكثر من 450 حالة اعتقال، بينهم أطفال. ووصل عدد الأسرى المرضى إلى أكثر من (600) أسير ممن تم تشخيصهم من بينهم 200 حالة مرضية مزمنة بينهم (22) أسيرًا مصابون بالسّرطان وأورام بدرجات متفاوتة، أخطر هذه الحالات الأسير ناصر أبو حميد الذي يواجه وضعًا صحيًا خطيرًا، جراء إصابته بسرطان في الرئة. ومن أبرز أسماء الأسرى المرضى القابعين (ناصر ابو حميد،) علماً أنّ هناك أسرى ٱخرين نخفي سلطات  السجون أى معلومات عنهم جريمة الإهمال الطبّي المتعمّد (القتل البطيء)  ، إضافة إلى المئات من الأسرى الذين استشهدوا نتيجة أمراض ورثوها من السّجن ومنهم عدد كبير   واجه جريمة الإهمال الطبي ،  حيث بلغ عدد الشهداء الذين ارتقوا نتيجة لسياسة الإهمال الطبي (72) شهيدًا. أما عن عدد الأسرى الذين يقضون أحكامًا بالسّجن المؤبد إلى (549) أسيراً، والعدد يزداد كل يوم  ، ولعل القضية الأكثر بشاعة ، كبشاعة الإحتلال الإرهابي الصهيوني ، ( احتجاز جثامين الشهداء )  ، فلا  تزال تحتجز جثامين 105 شهداء في الثلاجات ، بالإضافة إلى 256 شهيدا في مقابر الأرقام ، من بينهم 9 أطفال ، 3 شهيدات ، 8 أسرى أمضوا فترات مختلفة في سجون الاحتلال .. إن جريمة احتجاز جثامين الشهداء هي إحدى أبرز الجرائم التي مارسها الإحتلال الصهيوني  على مدار العقود الماضية، وتحولت هذه الجريمة إلى نهج سياسي ومنظم ومقصود ، كما أن هذه الجريمة تشكل انتهاكا لكل القوانين والأعراف والمواثيق الانسانية الدولية، وهي شكل من أشكال “العقاب الجماعي”، التي تطال الأسرى وعائلاتهم وعموم الشعب الفلسطيني

– وكتب الاسير المقدسي حسام زهدي شاهين مقال بعنوان” إطلالة على عُمر الحاجة “صبحية يونس” جاء فيه:

تحل علينا الذكرى الأربعون لرحيل الحاجة صبحية يونس عن هذه الدنيا الفانية، الأمّ التي شاخت وشابت وهي تنقب عن الحرية المسلوبة على بوابات السجون، وعلى خلاف كل نساء العالم حولت هي وكل الأمهات الفلسطينيات قاعات الإنتظار، وغرف الزيارة، إلى أفضل الأماكن لممارسة الطقوس الاجتماعية وتبادل القصص والحكايا. فعلى بوابات السجون تجتمع فلسطين، كل فلسطين، وعلى بواباتها نشأت عشرات قصص العشق والحب بين العديد من الشباب والصبايا، وكان للحاجة صبحية فضل كبير، ويد طيبة في تزويج البعض منهم، ومن عجائب الزمن الفلسطيني تحت الإحتلال، زمن الحاجة صبيحة تلعب الأقدار أحيانا لعبتها السريالية المؤلمة، والقذرة قذارة الاحتلال نفسه، لتثير حنق الحاجة صبيحة، وتتحشرج الكلمات في حنجرتها، وتتقافز الدموع من عينيها، عندما أتت لزيارة كريم، ووجدت بجواره على شباك الزيارة شابا عشرينيا، هو إبن لامرأة ورجل زوجتهما قبل ثلاثة وعشرين عاما، فما كان منها إلا أن شتمت الزمن، وشتمت الاحتلال، وشتمت الزعماء السياسيين، وكل من تسبب في هذا الوجع المزمن!  الحاجة صبحية، التي صعدت النصف الثاني من عمرها على عتبات بوابات السجون، تسلقت جدار التاريع لأربعين عاما، وهي تبحث عن لحظة تستطيع اختلاسها من هذا الزمن المسروق من أعمارنا، كي تتمكن فيها من إحتضان إبنها كريم، لكن نصف الزمن لم يسمح لها بذلك، لا وهي حية ولا وهي ميتة، لأن مشاعره يسكنها الفراغ، وأحاسيسه الإنسانية مفقودة، فيا ليتنا كنا قادرين على منحها وقتاً من أعمارنا، حتى يتحقق حلمها وحلم كريم، الحلم الذي طالما حدثت أحفادها عنه، وصار حكاية شعبية تتداولها نساء فلسطين عن الحاجة صبحية، التي خبأت لإبنها كريم، في خابية الزمن، حفنة من عمرها الفلسطيني قبل أن يبتلعه الغول. إن الرحلة عبر الزمن، من أصعب الرحلات التي يمكن أن يسافرها الإنسان، رحلته ما بين الولادة والموت أصعب كثيراً من رحلته عبر الجغرافيا، وإن تصاحبت الرحلتان معاً، هكذا كانت رحلة الحاجة صبحية، قاسية ومريرة، مليئة بالمكابدة والألم، ومع ذلك واصلت مسيرتها بلا كلل أو ملل، كانت تخبز الأمل في كل صباح، وتطعمه لكل من هم حولها، مغموساً بالزيت والزعتر، قبل أن تجوب البلاد بحثاً عن السجن الذي استقر فيه كريم، تجوع كلما جاع، وتضرب عن الطعام كلما أضرب، وتتوجع كلما مرض وكلما قُمع.

صارت تعرف جيداً كل ملامح فلسطين، من شمالها حتى جنوبها، أحبت هذه الرحلة كثيراً، لأنها أخذت من ملامح فلسطين تضاريسها الجميلة ونحتتها على وجهها ويديها، ومنحت من ملامحها لفلسطين بريق عينيها، فباتت تشبه واحدتهما الأخرى، لذلك شعرنا كلنا بمرارة فقدانها، لأن فيها من كل أمهاتنا أجمل خصلة، ومن سبق له وأن فقد أمه، عاود تذوق مرارة الفقدان مرتين!  أُرهقت الحاجة صبحية وهي تفتش عن ذكريات لكريم في عمرها، فلم تجد سوى طفولته والمرحلة الأولى من ذاك الشاب اليافع، الذي اختطف من بين أحضانها قبل “أربعين عاماً”، فغرست له في كل سنة قضتها بعيدة عنه زيتونة، وراحت تسقيها من دمع عينيها، وترعاها بنبض قلبها، ومع ذلك لم يسعفها الوقت، ولا كل صفقات التبادل، ولا أوسلو، ولا الدفعة الرابعة، خُذلت من قبل الجميع، فمن سيسقي غرساتها ويرعاها بعد اليوم؟! ومن سيمنح كريم دفء وحنو كف أمه؟! الذي انتظره:

أربعين شتاءً، ليمسح عن وجنتيه رذاذ المطر

وأربعين ربيعاً، ليُمسد شعره على ضوء القمر

وأربعين صيفاً، لينفض عن ياقته غبار السفر

وأربعين خريفاً، ليطعمه فرحاً من ثمار الشجر

سيخرج كريم من السجن في مطلع العام القادم، وسيجد في قلب كل أمّ فلسطينية قطعة من الزمن الثمين الذي خبأته له أمه، لحين تحرره، فالحاجة صبحية كانت تعلم تماماً بأن كريم سيخرج من زمن السجن بوتيرته المملة، إلى زمن الحياة اليومية الصاخبة، لذلك حرصت بفطرتها الأمومية، أن تترك له حصته من عمرها، الذي حُرم منه، أمانة في أعناق آلاف الأمهات اللواتي في معظمهن يصغرنه سناً.

– وفي السياق ذاته كشف “صالح” بأن الملحق تتضمن مجموعة من التقارير والمقالات ذات الصلة بالقدس والاسرى  أبرزها : الأسير اللّواء فؤاد الشوبكي (شيخ الأسرى) وتقرير هيئة شؤون الاسرى والمحررين بعنوان ” الاحتلال اعتقل (450) طفلاً منذ مطلع العام غالبيتهم العظمى من القدس”

– تجدر الاشارة أن الملحق يصدر بالتنسيق والتعاون بين “سفارة دولة فلسطين لدى الجزائر الشقيقة” و”جريدة الشعب”

. وفي الختام  يتقدم الأخ “خالد صالح” بجزيل الشكر والتقدير والامتنان للإخوة الأعزاء فى وسائل الإعلام والصحافة الجزائرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights