قال رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، منذ قليل، إن العراق يسعى إلى تعزيز لغة الحوار في المنطقة، مؤكدًا أن الأزمات في المنطقة تستدعي التعاون بين كل الدول.
وفيما يلي النص الكامل لكلمة الكاظمي، في قمة جدة للأمن والتنمية:
“يسرني أن أتقدم بوافر الشكر والتقدير إلى الأشقاء في المملكة العربية السعودية ملكًا وحكومة وشعبًا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وحسن تنظيم هذه القمة المهمة التي نتمنى أن تسهم في تكريس التعاون والتكامل في منطقتنا”.
وتابع: “نلتقي اليوم وسط تحديات إقليمية ودولية حساسة، وأيضًا وسط آمال وتطلعات كبيرة أن تثمر جهود التعاون ومد جسور الثقة وتغليب لغة الحوار من أجل تحقيق بيئة آمنة ومستقرة تضمن الحياة الكريمة لشعوب المنطقة”.
وأوضح: “لقد كان للعراق بتعاون أشقائه وجيرانه وأصدقائه دور أساسي في محاربة الإرهاب والانتصار على تنظيم “داعش” ولكن لا يزال أمامنا طريق إضافي لاقتلاع جذور الإرهاب ما يستدعي تعزيز الجهود الوطنية والإقليمية والدولية لوضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله عبر التعاون الأمني المشترك، وتبادل المعلومات والخبرات”.
وذكر: “المخاطر التي أفرزتها تداعيات الأزمة في أوكرانيا تتطلب تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد الحلول السـريعة وتوحيد المساعي في مجال ضمان الأمن الغذائي لشعوبنا وتأمين إمدادات الطاقة، منطقة الشـرق الأوسط تضررت بصورة ملموسة من تبعات التغيير المناخي وأزمة المياه ومخاطر التصحر مضافًا إلى ذلك كله التحديات الصحية إثر ظهور وانتشار الأوبئة مثل جائحة كورونا، وكل هذه الأزمات تستدعي أن نتحرك متكاتفين وموحدين لمواجهتها”.
ولفت إلى أن: “يقترب عمر النظام الديمقراطي الدستوري في العراق من العقدين، عقب عقود من الدكتاتورية، وهذه الديمقراطية الناشئة لا تزال تتقدم رغم التحديات والأزمات الكبيرة، ولكن لا تزال هناك مصاعب سياسية بعد الانتخابات، وهي تؤكد الحاجة للحفاظ على مبادئ الديمقراطية في الحياة العامة، وهو مسار يستلزم المزيد من الوقت وتراكم الخبرات”.
وأكد: “بعدما تجاوزنا مرحلة طرد تنظيم “داعش” من أرضنا امسكت قواتنا العسكرية والامنية بالملف الأمني، وهي تتطور بشكل مستمر لحفظ أمن العراق ومقدرات شعبنا، ويسعى العراق إلى تعزيز بيئة الحوار في الشرق الاوسط، ويعتبر أن أجواء التعاون الاقتصادي والتنسيق الأمني بين جميع الأشقاء في المنطقة تخدم بشكل مباشر مصالح شعبنا كما تخدم مصالح كل شعوب المنطقة”.
- ننشر كشف أسماء الجرحى للسفر عبر معبر رفح غداً الخميس
- نص كلمة الرئيس السيسى بالقمة الافتراضية لمجموعة العشرين G20
- نص كلمة ولي العهد السعودي في القمة العربية
وقال: “إن اللقاءات والمؤتمرات الثلاثية التي جمعت العراق بجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية قد انتجت رؤية مشتركة لفتح مديات التعاون والتكامل في مجالات مختلفة، كما كان مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة معبرًا عن الروابط التأريخية التي تجمع بين كل دول المنطقة، وقد خطى العراق ودول مجلس التعاون الخليجي خطوات مهمة لتمتين علاقاتهم الرامية إلى تحقيق التكامل في مختلف المجالات، ومن هذا المنطلق، أبرمنا اتفاقين للربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية ومع دول مجلس التعاون الخليجي، ونحن ماضون في الربط الكهربائي مع الأردن ومصر”.
وأردف: “وقد قمنا بمبادرات لتعزيز الحوار والتعاون والشراكة في المنطقة، والعراق ماض بهذا المنهج بما يصب في مصلحته الوطنية ومصلحة المنطقة بشكل عام، وفي هذا السياق يدعم العراق مسار الحوار والمفاوضات لإبعاد الأسلحة النووية عن المنطقة، وجعلها منطقة آمنة بما يصب في مصلحة دول المنطقة والعالم بأسره”.
واستدرك: “وفي هذا الصدد تبرز أولوية إيجاد حلّ شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، بما يلبي الطموحات والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وضرورة وقف جميع الإجراءات العدوانية والانتهاكات والاعتداءات بحق الشعب الفلسطيني، ويؤكد العراق أن حل الصراع على أساس قرارات الشرعية الدولية هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة، ويدعم العراق الهدنة اليمنية القائمة بصفتها بداية مثمرة لإنهاء الأزمة اليمنية وعودة الاستقرار، ودعم المبادرات الدولية والإقليمية الرامية إلى إنهاء الصراع، كما يدعم العراق الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى حلّ الأزمة السورية، ومعالجة تداعياتها، وإيقاف معاناتها الإنسانية”.
وأضاف: “ويجدد العراق وقوفه إلى جانب لبنان من أجل تجاوز أزمته السياسية والاقتصادية، وبناء جسور الحوار والتعاون لعودة الاستقرار إلى البلاد”.
وذكر: “وفي سياق التعاون البيئي بين الأشقاء، أودّ التذكير بأن العراق رغم أنه يبقى منتجًا مهمًا للنفط ولكن شرياننا الاقتصادي هذا يزيد من تحدياتنا البيئية، لذلك إننا نعمل بسـرعة على استثمار الغاز الذي يحرق في حقول النفط، كما نوسع نطاق الاستثمار في الطاقة البديلة”.
وتابع: “إن دولنا التي تشكل الأجيال الشابة نسبتها الكبرى تواجه استحقاقات مضافة لجهة فهم متطلبات هذه الأجيال التواقة إلى التقدم والإنجاز، وتطلعاتها إلى استثمار الإمكانات وتحويل الأزمات إلى فرص”.
وأوضح: “في هذا السياق أيضًا، يقترح العراق إنشاء بنك الشـرق الأوسط للتنمية والتكامل بالشـراكة مع دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، ويهتم البنك بالتنمية الإقليمية المستدامة عبر تمويل المشاريع في البنية التحتية التي من شأنها أن تساعد في ربط اقتصادات المنطقة، ويضع البنك في أولوياته تطوير شبكات الكهرباء الإقليمية، وخطوط أنابيب النفط والغاز، وشبكات الطرق السـريعة، والموانئ والمطارات والصناعات الثقيلة ذات السوق الإقليمية الواسعة، كما يمول مشاريع في مجال إدارة الموارد المائية والتصحر والتخفيف من آثار تغير المناخ”.
واختتم حديثه قائلًا: “نتمنى لهذه القمة أن تحقق أهدافها المرجوة خدمة لبلداننا، وأن نجتمع دائمًا لبناء مستقبل أفضل لشعوب المنطقة”.